سورة يوسف - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يوسف)


        


قوله عز وجل: {قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخافُ أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون} فيه قولان:
أحدهما: أنه قال ذلك لخوفه منهم عليه، وأنه أرادهم بالذئب، وخوفه إنما كان من قتلهم له فكنى عنهم بالذئب مسايرة لهم، قال ابن عباس فسماهم ذئاباً.
والقول الثاني: ما خافهم عليه، ولو خافهم ما أرسله معهم، وإنما خاف الذئب لأنه أغلب ما يخاف منه من الصحارى.
وقال الكلبي: بل رأى في منامه أن الذئب شَدّ على يوسف فلذلك خافه عليه.


{وأوحينا إليه} فيه وجهان:
أحدهما: يعني وألهمناه، كما قال تعالى: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه} [القصص: 7].
الثاني: أن الله تعالى أوحى إليه وهو في الجب، قاله مجاهد وقتادة.
{لتنبئنهم بأمرهم هذا} فيه وجهان:
أحدهما: أنه أوحى إليه أنه سيلقاهم ويوبخهم على ما صنعوا، فعلى هذا يكون الوحي بعد إلقائه في الجب تبشيراً له بالسلامة.
الثاني: أنه أوحى إليه بالذي يصنعون به، فعلى هذا يكون الوحي قبل إلقائه في الجب إنذاراً له.
{وهم لا يشعرون} فيه وجهان: أحدهما: لا يشعرون بأنه أخوهم يوسف، قاله قتادة وابن جريج.
الثاني: لا يشعرون بوحي الله تعالى له بالنبوة، قاله ابن عباس ومجاهد.


قوله عز وجل: {قالوا يا أبانا إنّا ذهبنا نستبق} وهو نفتعل من السباق وفيه أربعة أوجه:
أحدها: معناه ننتصل، من السباق في الرمي، قاله الزجاج.
الثاني: أنهم أرادوا السبق بالسعي على أقدامهم.
الثالث: أنهم عنوا استباقهم في العمل الذي تشاغلوا به من الرعي والاحتطاب.
الرابع: أي نتصيد وأنهم يستبقون على اقتناص الصيد.
{وتركنا يوسف عند متاعنا} يحتمل أن يعنوا بتركه عند متاعهم إظهار الشفقة عليه، ويحتمل أن يعنوا حفظ رحالهم.
{فأكله الذئب} لما سمعوا أباهم يقول: وأخاف أن يأكله الذئب أخذوا ذلك من فيه وتحرّموا به لأنه كان أظهر المخاوف عليه.
{وما أنت بمؤمن لنا} أي بمصدق لنا.
{ولو كنا صادقين} فيه وجهان:
أحدهما: أنه لم يكن ذلك منهم تشكيكاً لأبيهم في صدقهم وإنما عنوا: ولو كنا أهل صدق ما صدقتنا، قاله ابن جرير.
الثاني: معناه وإن كنا قد صدقنا، قاله ابن إسحاق.
قوله عزوجل: {وجاءُوا على قميصه بدمٍ كذب} قال مجاهد: كان دم سخلة. وقال قتادة: كان دم ظبية.
قال الحسن: لما جاءُوا بقميص يوسف فلم ير يعقوب فيه شقاً قال: يا بني والله ما عهدت الذئب حليماً أيأكل ابني ويبقي على قميصه. ومعنى قوله {بدم كذب} أي مكذوب فيه، ولكن وصفه بالمصدر فصار تقديره بدم ذي كذب.
وقرأ الحسن {بدم كذب} بالدال غير معجمة، ومعناه بدم متغير قاله الشعبي.
وفي القميص ثلاث آيات: حين جاءُوا عليه بدم كذب، وحين قُدَّ قميصه من دُبر، وحين ألقي على وجه أبيه فارتد بصيراً.
{قال بل سوَّلت لكن أنفسكم أمراً} فيه وجهان:
أحدهما: بل أمرتكم أنفسكم، قاله ابن عباس.
الثاني: بل زينت لكم أنفسكم أمراً، قاله قتادة.
وفي ردّ يعقوب عليهم وتكذيبه لهم ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه كان ذلك بوحي من الله تعالى إليه بعد فعلهم.
الثاني: أنه كان عنده علم بذلك قديم أطلعه الله عليه.
الثالث: أنه قال ذلك حدساً بصائب رأيه وصدق ظنه.
قال ترضيه لنفسه {فصبر جميل} فاحتمل ما أمر به نفسه من الصبر وجهين: أحدهما: الصبر على مقابلتهم على فعلهم فيكون هذا الصبر عفواً عن مؤاخذتهم.
الثاني: أنه أمر نفسه بالصبر على ما ابتُلي به من فقد يوسف.
وفي قوله: {فصبرٌ جميل} وجهان:
أحدهما: أنه بمعنى أن من الجميل أن أصبر.
الثاني: أنه أمر نفسه بصبر جميل.
وفي الصبر الجميل وجهان: أحدهما: أنه الصبر الذي لا جزع فيه قاله مجاهد.
الثاني: أنه الصبر الذي لا شكوى فيه.
روى حباب بن أبي حبلة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى {فصبر جميل} فقال: «صبر لا شكوى فيه، ومن بث لم يصبر».
{والله المستعان على ما تصفون} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: والله المستعان على الصبر الجميل.
الثاني: والله المستعان على احتمال ما تصفون.
الثالث: يعني على ما تكذبون، قاله قتادة.
قال محمد بن إسحاق: ابتلى الله يعقوب في كبره، ويوسف في صغره لينظر كيف عزمهما.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8